أنتِ

مقطوعة

أنتِ التي أيقظتِ قلبي ..

من عميق رُقادهِ ..

وأنرتِ بالآمال كل طرقاتهِ ..

وسطعتِ كالفجر الباسمِ ..

في دجى ظلماتِه ..

وقطعتِ حبال قيودهِ .. 

وانتشلتِه من الضياع وشقائهِ ..

فإذا بالأحلام تلوح في آفاقهِ .. 

وتضيء له نحو الحياة خطواتهِ ..

وتَشدُ في النائباتِ من عزماتهِ .. 

وتَشعُ في الطائلاتِ من بسماتهِ ..


كان بحرا من العواطف هادرا ..

تكسرت على جبل الفراق موجاتُه ..

كان لحنا سرمديا بعيد المدى ..

ماتت على وتر الصمت نغماتُه ..

كان حبا سماوي الطهرِ مقدسٌ ..

لم تُدَنسهُ بالآثام زلاتُه ..


آهٍ ..

آهٍ هل يجدي بعد الفوات الكلامُ ؟ 

بعدما ترمَّدت نارُ الهوى بفراقنا .. وخَبَا الغرامُ !


فعلامَ ننفخ في رمادِه ؟

وحتامَ نحلم ببداياتِه ؟


قال زياد : قد لا يرى الآخرون شاعرية هذه الكلمات ، ولكنها تلامس أوتار قلبي ؛ لأنها تُعيد لي صورا من معاناة الماضي الجميل ، فقد كنتُ في تلك المرحلة أسمو فوق الغيوم ، ورياح البشرى تنشر الفأل والطيوب بقلبي ولا يُحس بها الآخرون ، وعفا الله عن القائل :


لا يعرف الشوق إلا من يكابده
ولا الصبابة إلا من يعانيها
 



5 أبريل 2020

Join