من محُبٍّ مجهول إلى مجهولٍ محبوب


مرحبًا... كما تُحب أن تفتتح رسائلك دومًا... أو هكذا أظن.


لم أعتد بعد على الأسلوبِ الأمثل في التحدّثِ إليك، لكنّي - كما أحبّ أن أدعو الله بذلك - أظنّكَ هيِّنًا ليّنًا... تحاولُ اتّباع هدْيِ أفضلِ الخلق ولو كنتَ خطّاءً بين الفينة والأخرى، وبذلك أطمئنّ إليك وأحدّثك بما أرغب دون خشيةِ مردودك.


علّمني شغفي بالتفاصيل أنّ فيها ما يؤنس القلب... أبوحُ لك إذًا بشَوقي للتعرّفِ إلى تفاصيلك المؤنسة... التي آمل أن أجد فيها مأواي لأُشعل في داخلك دِفئي.

لم أتعرّف إلى هذا الشغف إلا قريبًا جدًا... عندما وجدتُ مُرشدي الصادق كثيرًا.


يُرشدني حدسي الدائم إلى مجرياتِ الأمور، لا علمًا بالغيب - معاذ الله - وإنما اتباعًا للبصيرة في جوفي. أظنّك تعلمُ كيف أنّ وحي الحدس يوقظ نارًا أسفلَ القلائد. هذه النار بالضبط... هي دافعي للكتابة إليك:


أشعرُ بصعوبة هذه الأيام عليك، وكم أتمنى لو عرفتُ هويتك أو عنوانك لأتركَ رسالتي هذه وبعض العاطفة على مقبضِ بابك. يومًا ما سنلتقي ويُصبحُ البابُ بابنا، والعاطفة عاطفتنا، وتفاصيلك تخصّني، ورضاكَ دفئي، وأنا كلّي إليك.


لحينها... أرجو أن تفكّر كيف لكَ أن تعرفَ هويّتي المجهولة... ربّما يسعفك حدسك أنتَ كذلك. كُن بخيرٍ على أيّة حالٍ... لنا لقاءٌ يومًا ما يُنسيكَ قُربي فيها المسافات التي باعدتْ خلالها الحياة بينك وبين البهجة... وابتسامتك التي سأحبّها.


كُن بطمأنينة.

من محُبٍّ مجهول إلى مجهولٍ محبوب.


عَبْدالرَّحْمَن ~

Join