لماذا يُعتبر سرطان الثدي أكثر الأمراض فتكًا بالنساء؟
سرطان الثدي هو أكثر السرطانات انتشاراً في العالم عند النساء وذلك بنسبة 22% في كل الحالات، هذا الخبر هو أول ما لفت نظر علياء هذا الصباح، بعدها فكرت ماذا لو كانت مصابة بهذا المرض! لقد تهكمت على صديقتها مريم عندما أخبرتها أنها حجزت موعدًا للكشف المبكر عن سرطان الثدي لأن عمرها تخطى الأربعين. تفكر الآن علياء بجدية للذهاب إلى المستشفى والاستفسار عن إجراءات الكشف المبكر وهل هناك مخاطر عليها منه!
استكملت قراءة الخبرة لعلها تفهم ما يطمئنها عن هذا المرض وبدأت تقرأ وعقلها تُشغله الأفكار حول كيفية الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
سرطان الثدي هو سرطان يتشكل في خلايا الثدي، يصيب سرطان الثدي كل من الرجال والنساء ولكنه أكثر شيوعًا عند النساء. ساعد الدعم الكبير للتوعية بسرطان الثدي وتمويل الأبحاث في إحداث تقدم في تشخيص سرطان الثدي وعلاجه. ازدادت معدلات النجاة من سرطان الثدي، كما أن عدد الوفيات المرتبطة بهذا المرض في انخفاض مستمر، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عوامل مثل الاكتشاف المبكر، ونهج جديد للعلاج وفهم أفضل للمرض.
أعراض سرطان الثدي
وصلت علياء للمستشفى، وسألت الطبيبة عن أعراض سرطان الثدي وكانت في غاية القلق والتوتر أن تكون لديها إحدي أعراضه وهي لا تعلم عنه شيئًا، فلقد كانت تتجنب قراءة أي مقالات أو تستمع لأخبار عنه خشية منه، كم هي ساذجة، عندما تخيلت أن البُعد عن متابعة أخبار التوعية سيُجنبها الإصابة بالمرض كما لو لم يكن موجودًا.
شرحت لها الطبيبة الأعراض بهدوء، وهدأت من روعها.
حيث أكدت لها أن اكتشاف سرطان الثدي في مرحلة أولية من المرض يساعد في إنقاذ حياة المريض، لأن في هذه الحالة تتاح مجموعة من طرق العلاج بشكل أكبر في المراحل الأولية، وتصبح حينها فرص الشفاء التام كبيرة. ظهور الكتل لا يعني بالضرورة أنه سرطان، فقد تكون بسبب وجود تكيسات أو عدوى، ومع ذلك يظل ظهور كتلة في نسيج الثدي هي العلامة المبكرة الأكثر شيوعًا للإصابة بمرض سرطان الثدي.
إذن ما هي أسباب سرطان الثدي؟ وكيف يحدث؟
يعرف الأطباء أن سرطان الثدي يحدث عندما تبدأ بعض خلايا الثدي في النمو بشكل غير طبيعي. تنقسم هذه الخلايا بسرعة أكبر من الخلايا السليمة وتستمر في التراكم وتشكل كتلة. قد تنتشر الخلايا (تنتقل) عبر الثدي إلى العقد الليمفاوية أو إلى أجزاء أخرى من الجسم. يبدأ سرطان الثدي غالبًا بخلايا في القنوات المنتجة للحليب، وقد يبدأ سرطان الثدي أيضًا في النسيج الغدي أو في الخلايا أو الأنسجة الأخرى داخل الثدي.
حدد الباحثون العوامل الهرمونية ونمط الحياة والعوامل البيئية التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. لكن ليس من الواضح سبب إصابة بعض الأشخاص الذين ليس لديهم عوامل خطر الإصابة بالسرطان.
عوامل الخطر
عامل خطر الإصابة بسرطان الثدي هو أي شيء يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. لكن وجود عامل واحد أو أكثر من عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان الثدي.
تتضمن العوامل المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي ما يلي:
الجنس: النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بسرطان الثدي.
التقدم في العمر: يزداد خطر إصابتك بسرطان الثدي مع تقدمك في العمر، خاصة فوق 55 سنة.
تاريخ شخصي للإصابة بسرطان الثدي: إذا كنتِ مصابة بسرطان الثدي في أحد الثديين، فأنتِ في خطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي الآخر.
تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي: إذا تم تشخيص إصابة والدتك أو أختك أو ابنتك بسرطان الثدي، خاصة في سن مبكرة، فإن خطر إصابتك بسرطان الثدي يزداد. ومع ذلك، فإن غالبية الأشخاص المصابين بسرطان الثدي ليس لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
الجينات الموروثة التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان: يمكن أن تنتقل طفرات جينية معينة تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي من الآباء إلى الأطفال. يشار إلى الطفرات الجينية الأكثر شهرة باسم BRCA1 وBRCA2. يمكن أن تزيد هذه الجينات بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الثدي وأنواع أخرى من السرطان، لكنها لا تجعل السرطان حتميًا.
البدانة: تزيد السمنة من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
بداية دورتك الشهرية في سن أصغر: إن بدء الدورة الشهرية قبل سن 12 يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
انقطاع الطمث في سن أكبر: إذا انقطع الطمث في سن كبير بعد عمر 55 سنة.
إنجاب طفلك الأول في سن أكبر: قد تكون النساء اللواتي يلدن طفلهن الأول بعد سن الثلاثين أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
عدم الحمل من قبل: تتعرض النساء اللواتي لم يحملن مطلقًا لخطر الإصابة بسرطان الثدي أكثر من النساء اللواتي حملن مرة واحدة أو أكثر.
بعض أنواع العلاج مثل: العلاج بالأشعة أو العلاج الهرموني أو استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.
التعرض للإشعاع في عمر مبكر (قبل الثلاثين).
إصابة سابقة بأورام خبيثة في الثدي أو بعض أنواع الأورام الحميدة.
الوقاية من سرطان الثدي
تمنت علياء أن تكون نتيجة الإشاعة والكشف المبكر سليمة، لذلك سألت الطبيبة: كيف تقي نفسها من سرطان الثدي؟
الإجابة جاءتها واضحة يمكن الحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء المعرضات لذلك بإجراء تغييرات في نمط الحياة اليومية:
· نمط الحياة الصحي، ويتضمن ذلك الغذاء الصحي، والنشاط البدني.
· استشارة الطبيب في حال استخدام الهرمونات البديلة.
· الحرص على الرضاعة الطبيعية.
· تجنب التدخين.
من العوامل الهامة لزيادة نسبة الشفاء هي:
إذا كان لديك تاريخ مرضي في عائلتك وحدد طبيبك أن لديك عوامل خطورة أخرى، التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، فقد تساعد الخيارات التالية على الحد من مخاطر سرطان الثدي:
· الكشف المبكر بالماموغرام عن سرطان الثدي.
· الكشف الدوري بالماموغرام كل سنة أو سنتين بعمر 40 سنة فما فوق.
· الفحص الذاتي للثدي.
وأخبرتها أيضًا أن وزارة الصحة السعودية تقدم جهودًا بارزة في الحرص على تطبيق الكشف المكبر، حيث يتم استقبال السيدة في المستشفيات؛ للكشف المبكر بالماموغرام عن سرطان الثدي بعد تحويلها من المراكز الصحية. أما في العيادات المتنقلة، وعيادات صحة المرأة والطفل بالأسواق التجارية، فإنه يتم استقبال السيدة مباشرة. إذا شككت في الأعراض أو إذا كان عمرك متقدم فاذهبي مباشرة لأقرب عيادة صحية أو مستشفى.
ومن ثم اتخذت علياء قرارها بالكشف المبكر ومراعاة كل نصائح الوقاية من مرض سرطان الثدي.