يذكر انها عرفت في القرن الرابع عشر بحسب الخط الزمني لتاريخ الطعام الامريكي، لكن يظهر لي انها موجودة قبل ذلك بعدة قرون اذ نجدها مذكورة بمختلف انواعها في العصر الذهبي لكتب الطبخ العربية اي بين القرن العاشر والقرن الرابع عشر لكن بمسميات متنوعة فنجد وصفة لسلطة الجاجق ويقصد بها سلطة جاجيك التركية (Cacik)والبيراف والماست وهي انواع من سلطات اللبن الفارسية واحيانا نجدها في قسم الاخلاط، وبطبيعة الحال هذه الوصفات مستمدة من مطابخ الحضارات القديمة والتي انصهرت ضمن المطبخ العربي والاسلامي، و سنجد اننا نخوض جولة عالمية عند استعراض انواع سلطات اللبن والتي لم يكتفي العالم منها.  

المكون الاساسي هو اللبن والذي يضاف اليه بعض الخيار مع خليط من الاعشاب العطرية ولا تهم الصورة التي يتم فيها تقطيع الخضروات سواء كانت مبشورة او شرائح او مكعبات،فقوام ونوع ونسبة اللبن هو الاساس في تحديد نوع السلطة.

فعادة تحضر بقوام كثيف في معظم مطابخ منطقة الشرق الاوسط ونطلق عليها في مطابخنا سلطة اللبن مع الخيار، والتي تماثل سلطة جاجيك التركية(Cacik)وتتحول ببساطة الى سلطة تزاتزيكي  (tzatziki) اليونانية عند استخدام اللبن اليوناني، وفي حال كان قوام اللبن اكثر رقة سنجد انفسنا وقد حضرنا سلطة الريتا الهندية(Raita) والتي تتسم بنكهتها الفريدة من التوابل الممزوجة معها، وتماثل في رقتها سلطة وحساء التاراتور البلغارية(tarator)، اما اذ قمنا بالعبث بنسب المكونات واصبحت كمية الخيار تفوق كمية اللبن سنجد اننا حضرنا السلطة الايرانية ماست او خير( Mast-o-khiar)والتي تشبه السلطة التركية حيداري (Haydari)لكن اساسها اللبنة مما يجعلها تشبه سلطة اللبن والخيار الالمانية (Gurkensalat )والتي تتكون من مخلل الخيار والكريمة الحامضة، وأحيانانجد وصفات تتضمن خضروات متنوعة مثل الجزر او السبانخ عندها سوف تصبح سلطة بورني الايرانية(Borani)، وكما يمكن بطبيعة الحال تحويلها الى صلصة تتبيل للسلطة مع اضافة المزيد من التوابل كما فعلنا في تتبيلة وبهارات الرانش والقائمة فعلا لا تنتهي خاصة مع الاتجاه العام الى تناول الاطعمة الصحية، لكن هنا ذكرت الوصفات الشائعة والتي جربتها واستمتعت بتناولها خلال الايام الماضية.