اكتب هذه القائمة على لوحة مفاتيح ملطخة بالقليل من صلصة التفاح مع نكهة ليمون خفيفة تنبعث من اصابعي، وهذا من مساوئ الاعتماد على الكمبيوتر في الكتابة فعلى مدار السنوات الماضية انخفض معدل استخدامي للقلم والذي تم استبداله بلوحة المفاتيح حتى في كتابة المذكرات و مسودة الوصفات، لكن بعد ان قمت بنقل وترتيب  الملفات في وحدة تخزين محمولة قررت العودة بالتدريج الى استخدام القلم في كتابة المذاكرات والوصفات و هذا الامر ليس صعبا، لكن الجزء الاكثر صعوبة هو استعادة مقدرتي على الكتابة بخط واضح وجميل اولا ثم المحافظة على دفتر الوصفات من التلف والضياع في المنزل 

وهذا الامر يدفعني الى التساؤل كيف تمكنت امي من انجاز كل الامور المنوطة بها وتعلم القراءة والكتابة بنفس الوقت؟

وحتى هذه اللحظة لا زلت اتعجب من المقدرة التي تملكتها وهي تتكفل بأعداد الغداء والعشاء على مدار 7 ايام في الاسبوع مع اعداد وجبات خاصة لجدي رحمه الله ، وحياكة الطواقي وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القران، وكان من النادر طلب الطعام من خارج المنزل وبالطبع لم نتناول أي اطعمة مجمدة على الاطلاق، لقد قامت امي بعمل مذهل للغاية

والان اشعر بالامتنان لتمكني من تدليل امي واعداد أشهى الاطباق لها، ثم مشاهدة التعابير التي ترتسم على محياها عندما تذوقها لأول مرة في حياتها، فهي اولا تهمهم بلذة وترفع ابهامها اشارة الى ان الطبق لذيذ حتى وان لم يعجبها تم تخبرني أنى حصلت على 1000 من 10 وهذا تقييمها الدائم وبعد ان ترى ابتسامتي ورضاي، تنغمس في تناول الطبق وتأخذ وقتها في تذوق واستكشاف المكونات وهنا تبدأ مرحلة التقييم الصادقة والتي لا تفصح عنها حتى لا تكسر بخاطري الا ان تعابير وجهها الجميل يكشفها ومن خلالها اكتشف مدى رضاها عن الطبق.

فحالما تعقد حواجبها اعرف انها تركز لمحاولة معرفة المكونات، ثم اوصف لها طريقة الطبخ والمكونات فيستريح حاجباها وعندها تبدأ مرحلة رصد النقاط.

فان عادت الحواجب الى مكانها وقامت بهز راسها والتمتمة بصمت فهذا يعني ان الطبق جيد ولا بأس به أي ان تقييمها سيكون 6 من 10، و ان ارتفع حاجبها الايمن اولا فهي مندهشة ومستمتعة تماما و بالتأكيد حازت الوجبة على رضاها التام أي أنى حصلت على 10 من 10، اما اذا ظلت الحواجب معقودة فالطبق دون المستوى بمعنى انها ستتناوله لكنها لم تحبه أي اني حصلت على 3 من 10، اما اذا طلبت مني ان احضر لها قطعة خبز وشاي بالحليب فهذا يعني الاقصاء وسترفض تناوله، لكن ان انتهت من تناول الطبق ثم قالت خضر الله عودك فهذا يعني فعلا اني حصلت على 1000 من 10 ،

اما ابي فيتسم بتقييم صريح ان لم يعجبه الطبق يرفض تناوله وان أعجبه حتما سيردك اتصال من أحد الاقرباء طالبا مقادير الطبق، وهكذا تستمر رحلتي في اكتشاف اطباق جديدة ومحاولة تنسيقها لتلائم ذوق كل منهما طمعا في مشاركة لحظة وانطباع فريد قد لا يتكرر.

لاشي يضاهي طبق من المرق الجيد والمفتوت بالخبز الاسمر مع قطع اللحم والتي تفضله امي عن جميع الاطباق اما لبقية الاسرة واللذين حرموا أنفسهم من هذا الطبق اللذيذ  فسوف يكتفون بما تم حفظه من شواء الامس مع سلطة الكمثرى

قد لا تحب امي الملوخية لكن الامر يختلف تماما مع السبانخ اذ انها تعشقها كثيرا وهذا الطبق اعتمدت فيها جبن بانير مصنوع بالمنزل بطريقة الشيف جيمي اوليفر وحيث ان البقية قد لا يفضلون النسخة الهندية فقط تم استغلال السبانخ في صنع فلورنتين الدجاج ايضا في حال رغبتم استخدام نفس الوصفة مع جبنة الحلوم فانها لذيذة